لليوم الثاني.. تايوان تعزز استعداداتها لوصول إعصار «كراثون» المدمر
لليوم الثاني.. تايوان تعزز استعداداتها لوصول إعصار «كراثون» المدمر
تشهد تايوان، الخميس، استعدادات مكثفة لليوم الثاني على التوالي تحسبًا لوصول إعصار كراثون المدمر، حيث أغلقت المؤسسات التعليمية والمكاتب في أجزاء واسعة من الجزيرة.
يأتي ذلك بعدما تسبب الإعصار، قبل وصوله الفعلي، في وفاة شخصين وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح نتيجة الرياح العاتية والأمطار الغزيرة، وفق وكالة "فرانس برس".
أفادت مصلحة الأرصاد الجوية التايوانية صباح اليوم الخميس بأن الإعصار كراثون، الذي تصاحبه رياح قوية تصل سرعتها إلى 126 كيلومترًا في الساعة، كان يقع على بعد 40 كيلومترًا جنوب غرب مدينة كاوسيونغ، إحدى أكبر المدن في جنوب تايوان.
وتوقعت المصلحة أن تصل عين الإعصار إلى البر الرئيسي قرابة منتصف النهار، مع ترجيحات بأن يضرب الساحل الجنوبي للجزيرة، وخاصة مدن تاينان أو كاوسيونغ أو بينغتونغ.
إجراءات وقائية بالمدن الساحلية
اتخذت السلطات المحلية في كاوسيونغ سلسلة من التدابير الوقائية، في مواجهة هذا التهديد الطبيعي، حيث تم دعوة السكان لاحتماء في أماكن آمنة، كما تم توزيع أكياس الرمل والمعدات اللازمة لتصريف المياه لمواجهة الفيضانات المحتملة.
تأتي هذه الإجراءات في سياق تعزيز الجهود لحماية المواطنين وتقليل الأضرار الناجمة عن الإعصار.
تعاني تايوان وجنوب شرق آسيا بشكل عام من موسم الأعاصير الذي يمتد عادة من يونيو حتى نوفمبر، خلال هذه الفترة، تتعرض المنطقة بشكل متكرر لأعاصير قوية تتسبب في خسائر بشرية ومادية جسيمة.
في يوليو الماضي، ضرب الإعصار غايمي تايوان، وكان أقوى إعصار يضرب الجزيرة منذ ثماني سنوات.
تسبب هذا الإعصار بفيضانات واسعة وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص في تايوان، بالإضافة إلى مقتل نحو خمسين شخصًا في الصين نتيجة الأمطار الغزيرة و40 آخرين في الفلبين.
تغير المناخ وزيادة قوة الأعاصير
يشير العديد من الخبراء إلى أن تغير المناخ يلعب دورًا مهمًا في زيادة شدة الأعاصير في المنطقة.
وأظهرت دراسة حديثة أن الأعاصير باتت تتشكل على مسافات أقرب من السواحل، وتزداد قوتها بشكل أسرع وتستمر لفترة أطول بعد وصولها إلى اليابسة.
يجعل هذا التطور من الأعاصير تهديدًا أكبر للمدن الساحلية والبنية التحتية الحيوية في المناطق المتأثرة.
تأتي هذه الأحداث لتسلط الضوء على أهمية الجاهزية والتخطيط في مواجهة الكوارث الطبيعية، حيث تظل تايوان، على الرغم من تطورها التكنولوجي، معرضة بشكل كبير لمخاطر الأعاصير والفيضانات نتيجة موقعها الجغرافي في منطقة المحيط الهادئ.